المرسى.. صمت القصور يخيّم على معالم تاريخية تواجه الانهيار
تزخر مدينة المرسى الواقعة بالضاحية الشمالية في تونس بالمعالم التاريخية العريقة التي زادت في جمال هذه المنطقة الساحلية المطلة على البحر. “أميرة القلوب” مكنها موقعها الاستراتيجي الذي تمازج فيه البحر بالجبال من تعاقب الحضارات عليها منذ القدم فإلى جانب الحركة التجارية البحرية النشيطة التي اشتهرت بها هذه المنطقة عندما كانت ميناء في العهد البونيقي اختار البايات الحسينيون المرسى لتشييد العديد من القصور المعدة للاصطياف والاستمتاع بصفاء البحر وطراوة النسيم وبالمناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بها.
إلى جانب التسميات المختلفة التي أطلقت على مدينة المرسى فإن سكانها وروادها يكنونها بـ”مدينة البايات” على اعتبارها مدينة الإقامة الصيفية لعرش البايات التسع عشر الذين تداولوا على الحكم في البلاد .
وتؤكد الدكتورة والباحثة في المعمار الحسيني بية العبيدي أن تاريخ القصور الأولى بمدينة المرسى يعود إلى أواخر الفترة الحفصية وتحديدًا إلى سنة 1500 حيث قام السلطان الحفصي آنذاك أبو عبد الله محمد (1493 ـ 1526) بتشييد العبدليات وهي ثلاثة قصور العبدلية الكبرى، العبدلية الصغرى وتعرف حاليًا بقصر أحمد باي أو قصر الصفصاف، والعبدلية الوسطى وكانت تعرف أيضًا بالبرج الحفصي الذي اندثر.
وبيّنت العبيدي، في حديثها لموقع “ألترا تونس”، أن البايات اختاروا الضاحية الشمالية لقضاء فصل الصيف، مبينة أن التأثيرات المعمارية للقصور مختلفة ومتنوعة ولكن يغلب عليها الطابع المحلي والتأثير الأندلسي بالنسبة لقصور القرن السابع عشر والثامن عشر في حين تغلب التأثيرات الأوروبية على قصور القرن التاسع عشر. ولفتت المتحدثة إلى أنه في بداية فترة الاستقلال تمت مصادرة أملاك أغلب العائلة الحسينية كما تم هدم بعض قصور المرسى على غرار قصر التاج.
- قصر التاج
قصر التاج بمدينة المرسى هو من بين المعالم التاريخية، التي طمست وهدمت ولئن يصعب على الباحثين تحديد سنة تشييد هذا القصر فإن المتفق عليه هو أن اندثاره كان بعد فترة الاستقلال مباشرة. وحسب “الموسوعة التونسية المفتوحة” فإن القصر يحتوي على طابقين مبلطين بالرخام وهو مطوق بحديقة كبيرة تحولت فيما بعد إلى أقفاص للسباع والحيوانات المفترسة.
بدوره يؤكد الخبير في التراث عبد الستار عمامو أن “دار التاج” أصبحت المقر السكني الرسمي للعائلة الحسينية منذ بداية الاستعمار لكن في ستينيات القرن الماضي قرر وزير الداخلية الطيب المهيري هدمه.
- قصر أحمد باي
يمثل قصر أحمد باي أحد أقدم القصور المتواجدة بمدينة المرسى وهو معلم تاريخي مسجل بالمعهد الوطني للتراث منذ سنة 2016 وعلى عكس ما يتم تداوله فإن هذا القصر لم يقع تشييده على يد أحمد باي بل هو قصر كان على ملك “الكونت جوزاف رافو” ثم تملكه الأمير علي باشا باي الثالث وخص به ابنه الأمير أحمد باشا باي الثاني، الذي أضاف فيه العديد من التحويرات. ويشكو هذا المعلم التاريخي كغيره من معالم المرسى من الإهمال والتهميش وقد شهد هذا القصر انهيار جزئه الخلفي وأصبح متداع للسقوط بسبب عدم صيانته.
- قصر أحمد باي
يمثل قصر أحمد باي أحد أقدم القصور المتواجدة بمدينة المرسى وهو معلم تاريخي مسجل بالمعهد الوطني للتراث منذ سنة 2016 وعلى عكس ما يتم تداوله فإن هذا القصر لم يقع تشييده على يد أحمد باي بل هو قصر كان على ملك “الكونت جوزاف رافو” ثم تملكه الأمير علي باشا باي الثالث وخص به ابنه الأمير أحمد باشا باي الثاني، الذي أضاف فيه العديد من التحويرات. ويشكو هذا المعلم التاريخي كغيره من معالم المرسى من الإهمال والتهميش وقد شهد هذا القصر انهيار جزئه الخلفي وأصبح متداع للسقوط بسبب عدم صيانته.
وبيّن عبد الستار عمامو، في حديثه لـ”الترا تونس”، أن قصر أحمد باي ملك خاص للعائلة الحسينية افتك منهم ظلمًا وعدوانًا حتى أنه لديهم شهادات ملكية تثبت تملكهم لهذا القصر وكذلك قصر سيدي بوسعيد. كما اعتبر أنه على الدولة ترميم المعالم التاريخية حتى منها التي هي ملكية خاصة على اعتبارها معلمًا يشهد على تاريخ البلاد.
وجدير بالذكر أن بعض العائلات اتخذت من قصر أحمد باي مسكنًا لها منذ السبعينيات وقد تم إشعارهم سنة 2017 بضرورة إخلاء القصر لترميمه لكنهم عبروا عن رفضهم مخافة التشرد بعد مغادرة القصر، وفقهم.
- قصر السعادة
قصر السعادة هو المقر الحالي لبلدية المرسى تبلغ مساحته 3000 متر مربع تم تشييده من قبل الناصر باي سنتي 1914 و1915 ليهديه لزوجته “قمر” وهي “علجية” تزوجت من ثلاثة بايات (الصادق باي وعلي باي والناصر باي) لكنها لم تنجب أطفالًا وقامت بتربية ابن صديقة لها وهو الشاذلي حيدر وأهدته القصر ليتولى بيعه سنة 1953 لحكومة الاحتلال الفرنسي وبعد الاستقلال أصبح القصر ملكًا للدولة وسكنه الحبيب بورقيبة لفترة وجيزة ثم أحيل القصر لبلدية المرسى. وجدير بالذكر أن العديد من الشباب يختارون هذا القصر كوجهتهم المفضل لحفلات عقد القران
- قبة الهواء
قصر قبة الهواء هو قصر تم تشييده في البحر على أعمدة إسمنتية مدخله الرئيسي مشيد فوق الرمال والممر الطويل يؤدي إلى طابقين الأول مخصص للحفلات والسهرات والثاني كان خاصًا بالباي وتتخلل هذا القصر ممرات سرية تؤدي مباشرة إلى البحر. وسمي بقبة الهواء لأنه يحتوي على قبة من الرخام الخالص في البهو.
وفيما يتعلق بقبة الهواء، أعرب المتحدث عن فخر البلدية بهذا المعلم التاريخي، لافتًا إلى أنه محل نزاع عقاري بين الدولة وخواص لكن ما يهم البلدية هو كيفية المحافظة على هذا المعلم وكأول خطوة تمكنت البلدية في وقت قياسي بإعانة من مسؤولي معهد التراث من تصنيفه كمعلم تاريخي وعلى هذا الأساس دخلت في محادثات مع وزيرة البيئة وهناك اجتماع سيعقد قريبًا، يتعلق باتفاقية في التصرف والاستغلال من قبل بلدية المرسى، وفقه.
وشدد رئيس البلدية على أنه سيتم استغلاله لغايات ثقافية غير ربحية وإذا وجدت مداخيل فستنفق على صيانته، مبينًا أن البلدية مستعدة لتمويل أشغال صيانته لكن القانون يتحكم في عملية الصرف المالي للبلديات ويمنع الإنفاق على مشروع دون اتفاقية أو مرجع نظر لذلك هناك اتفاقية مسودتها جاهزة وفي الأسبوع المقبل سيتم إمضاؤها أو الاتفاق عليها على أساس الانطلاق في الدراسات.